!الهلال والريال- بين الثناء المفرط وتراجع الطموح

المؤلف: ليلى الجابر09.01.2025
!الهلال والريال- بين الثناء المفرط وتراجع الطموح
بالغتم حقًا بشكل لافت! نال الهلال بعد مباراته مع ريال مدريد استحسانًا وجدته مبالغًا فيه، مع أنني أؤمن بأننا يجب أن نرتقي فوق الابتهاج بمثل هذه النتائج، ولدي ما يسوغ وجهة نظري. ولو كان النصر طرفًا بدلًا من الهلال، لسطرت المقال ذاته، إذ يتعين علينا أن نتجاوز هذا النمط من التفكير وأن نضع أنديتنا على قدم المساواة مع كل نادٍ عالمي نواجهه. انتهت مواجهة الهلال وريال مدريد في كأس العالم للأندية بتعادل الفريقين بهدف لكل منهما، لكن ردود الأفعال المصاحبة للمباراة من قبل الجماهير ووسائل الإعلام السعودية أثارت استياءً يفوق حجم النتيجة ذاتها. كيف لنا أن نحتفي بتعادل أمام فريق رديف لريال مدريد وكأنه إنجاز تاريخي خالد؟ ولماذا يتم تضخيم هذا الحدث وكأنه تتويج بلقب غال، بينما هو في حقيقته يعكس انحدارًا مؤسفًا لسقف الطموحات؟ صحيح أن الريال خاض المباراة بصفوف منقوصة، والهلال كذلك، بيد أن العزيمة والتصميم يصنعان المعجزات، ولا يوجد في قاموسنا نحن السعوديين كلمة مستحيل. كان الهلال، بما يمتلكه من قدرات مالية هائلة ونجوم عالميين لامعين أمثال روبن نيفيز وسافيتش وبونو، أمام سانحة ذهبية لتحقيق فوز يُسجل بأحرف من نور في سجلات تاريخه الرياضي المشرف. لكن عوضًا عن استغلال غياب أبرز لاعبي ريال مدريد، والاكتفاء بتشكيلة شابة، عاد الهلال بنتيجة باهتة لم تعكس تفوقه النسبي، ورغم ذلك، سارع البعض إلى تجميل التعادل بأوصاف خادعة مثل "الهلال يسطر التاريخ"، أو "صفعة مدوية للأوروبيين"، في مغالاة تنم عن عقلية قنوعة بالقليل. في فضاء منصة "إكس"، انقسمت الآراء بين احتفاء غير مبرر وانتقادات لاذعة... حيث يرى فريق أن التبجيل بهذه النتيجة يقلل من قيمة الطموح الكروي السعودي الذي يصبو إلى منافسة الأندية العالمية، لا الاكتفاء بتعادل مع فريق غير مكتمل الصفوف، فالتعادل في نهاية المطاف ليس نصرًا مؤزرًا. لا يستهدف النقد هنا الهلال كفريق، بل يستهدف الثقافة الإعلامية والجماهيرية التي تبالغ في تضخيم نتائج اعتيادية وتقلل من سقف طموحات الكرة السعودية. فعندما تعادل برشلونة مع نابولي في دوري أبطال أوروبا، لم تشهد إسبانيا احتفالات صاخبة، بل واجه المدرب تشافي انتقادات حادة لفشله في حسم اللقاء، فلماذا ترضى جماهير وإعلام الهلال بمعايير أقل من ذلك؟ التعادل يمثل نقطة إيجابية في سياق البطولة، لكنه لا يستحق هذا القدر من الاحتفال المفرط والتقليل من الطموحات الجماهيرية والأهداف الرياضية السامية. إن الطموح الحقيقي للهلال، المدعوم باستثمارات ضخمة وتطلعات عالمية، يجب أن يتجاوز التعادل إلى تحقيق انتصارات تغير موازين القوى، وعلى الإعلام والجماهير تبني رؤية أكثر احترافية تقدر الجهود وتثمنها دون الوقوع في براثن المبالغة. كرة القدم هي لعبة نتائج، والتعادل مهما كان اسم الخصم ليس نهاية المطاف، بل هو بداية لمسيرة تصحيحية نحو إنجازات أسمى وأكثر تأثيرًا.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة